Page 106 - web
P. 106
دراسات أمنية
الذكاء الاصطناعي الفائق عـــــرض
وتحديات الأمن الوطني دراســــة
بعنوان
أصدرت جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية مؤخ ًرا ورقة تحليل سياسات أمنية عرض وتعليق
حول موضوع تطبيقات الذكاء الاصطناعي الفائق وما يرتبط به من تحديات
مباشرة على بعض مكونات الأمن الوطني للدول العربية ،وأشارت الورقة إلى أ .د .سيد عامر
أنه في الآونة الأخيرة تسارعت تطورات تقنيات الذكاء الاصطناعي الفائق ،التي جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية
تمثل أكثر التقنيات الناشئة تطو ًرا وخطورة ،باعتبارها منعط ًفا تاريخ ًّيا أكثر
عم ًقا من الثورة الصناعية بتجلياتها المختلفة ،حيث إنه من المتوقع أن تغير 106
مسار البشرية ،بما تمتلكه من قدرات متعددة في التفوق على الذكاء البشري،
عبر مجموعة واسعة من المهام المعرفية والتقنية .ويثير تطور هذه التقنية
العديد من المخاوف والتحديات ذات الأبعاد الأمنية ،منها ما يرتبط بفقد
الإنسان القدرة على توجيه هذه الأنظمة والتحكم فيها ،وما قد تؤديه من
غالبية أدوار الإنسان ووظائفه ،والتعارض بين هذا التطور والقيم الإنسانية ،التي
قد تؤدي إلى نتائج كارثية غير مرغوبة ،تنعكس على مستقبل الأمن الوطني
للدول العربية.
وقد اكتسب الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المختلفة مؤخ ًرا مكانة بارزة
في عدد من الدول العربية ،بما يمكله من قدرات في دفع عجلة النمو
الاقتصادي والتنمية الاجتماعية المستدامة ،حيث تبنت المملكة العربية
السعودية ،والإمارات العربية المتحدة ،تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ،من خلال
الإعلان عن العديد من المشروعات الإستراتيجية والاستثمارات في هذا المجال
والبحث والتطوير المستمرين في البنية التحتية التكنولوجية بما يسهم في
نمو تطبيقات ونماذج الذكاء الاصطناعي في المنطقة العربية ،وتعزيز الابتكار
وفتح فرص جديدة للتطبيقات في مختلف قطاعات المجتمع.
وبالرغم من ذلك فإن إحدى التحديات الرئيسة في المنطقة العربية لتبني
تطبيقات الذكاء الاصطناعي هو عدم كفاية البنية التحتية التكنولوجية
وملائمتها للتطورات المتوقعة في أجهزة البنية التحتية الرقمية ،وقيود
خصوصية البيانات ،مما يشكل عقبة أمام تطوير التكنولوجيا وتحقيق
الاستفادة القصوى من تطورات هذا المجال ،ومن هذا المنطلق ،أكدت
الورقة على أن ندرة كل من موارد اللغة العربية والبنية التحتية التكنولوجية
القادرة على التعامل مع كميات كبيرة من البيانات ،تفسر محدودية أنظمة
تطبيقات اللغة العربية المتاحة ،بما يجعل العالم العربي أمام طريق طويل
للمنافسة مع القوى التكنولوجية الفاعلة في العالم المعاصر.